الأربعاء، 31 أغسطس 2011

التدوينة الثالثة من قصة الساحر التائب محمد داوود فرحان

العمل بالسحر والشعوذة
سامي: بالنسبة لباجل إش سبب انتقالك للمدينة الصغيرة هذه..؟
داود: السبب هو الطمع في الناس، زي ما اتقول الناس بينخدعوا بأسط الأمور ، مساكين وعلى فطرة، وعندهم اعتقاد شديد بهذا الشيء. يعتقدون بالشعوذة والسادة- ما في بعدهم إلا الخير-إنهم ناس بسطاء وصيد سهل...ما يتعبك...الأرياف قد تواجه ناس أشداء ممكن يواجهك بقتال..حصلت فائدة وإن لم تحصل ما يتكلم عليك..
سامي: الأشياء اللي كانت توحيلك بها الشياطين وتقدمها لك عن بعض الناس، وش اللي كان بيحصلك؟.
داود: بالنسبة لقصة الإيحاء من الشيطان، يوحي إلي مثلا بمن سيأتيني من الناس وبما ستحصل في هذا اليوم، هذا معروف عند كل كاهن..وهذا من عمل الترهيب على الناس، لأنك لما تتكلم مع الشخص تقوله أنا أدري بقصتك إنت كذا وكذا وكذا..يخاف منك، يقول هذا رجل ما فيه بعده .
سامي: إذ جاءك هذا اللي يريد السحر، شو التغيرات اللي بتشعر فيها كيف تسوي، إيش يشاهدون الناس منك .
داود: أول شرط من شروطي هي يدوني وقت على أساس أني أخزن وأرتاح ، وثاني أقوم أبخر مثلا وأستخدم العطر في الخاتم وأطرحه أمامي، الخاتم عبارة عن محكم للشياطين اللي أستخدمها، خاتم فضي بس عنده عقيقة من نوع فريد ، أنا سلمته لمؤسسة الفرقان للشيخ علي فوزي ... في وقت الكلام أخلي الخاتم يؤشر، وتتغير ملامحي وشخصيتي، عيوني تحمر وتنتفخ ويجيني ارتعاش في الجسد يشوفوني الناس ارتعش، الكل يسكت ما حد يتكلم، يخافون يعني السيد جاءت كرامته..الكل يصدق، خلاص يتجهز المريض وأنا أدخل الحمام أتوضى واصلي ركعتين، أخدعهم خدعة أني أصلي لله سبحانه وتعالى، وهي عبادة للشيطان...أتوسل للشيطان لإ عانتي على هذا العمل..لأنه ما يعملك أي مساعدة إلا بعد ما تقدم له خدمة..و بعد ما أصلي وأرفع يدي إني أدعي وكذا، وجسمي يرتعش كامل والشيطان متلبس بي في تلك الحالة..أقوم أخلع ثيابي وأترك فوطة، على أساس تبين بطني أمام الناس وأطلع الجمبية – الخنجر- وألاعبها بيدي- يعني عملية تخويف للناس...
سامي: طيب التوسلات، عالم السحر معروف بقضية التوسل والاستعانة بالشياطين ودعاؤهم، إيش الأشياء اللي كنت تقولها، وكيف تحضر الشياطين وتستعين بهم....
داود: أوهم الناس بدعاء الله، ياالله أغثنا ,اعيننا وتدريجيا أدخل الحق بالباطل..
وكنت أخدع الزبائن وأدخل إلى الحمام لأؤدي بعض العبادات للشيطان وأقول انني سأتوضأ، ثم أصلي أمام الناس ولكن يتمثل الشيطان أمامي في صورة قرد أو كلب أو ما إلى ذلك، وأطيل الركوع والسجود حتى أخدع الناس وهم لا يدرون ان الشيطان أمامي بل انني لم أتوضأ لصلاتي.
سامي : طيب الآن بالنسبة للترس أو القرد الشيطاني ، إش دخل في الجمبية والطعن بالجمبية..
داود: هذا من باب استرهاب الناس وتخويفهم، أطلع الجمبية وأقعد ألاعبها..وألبسها على هذه الطريقة...وقد تكون المرأة فيها الدورة الشهرية، فما يجيني القرد الشيطاني، فأقولهم المرأة فيها الدورة الشهرية، يقولون:ليش، وتقول لهم المرأة نعم، وقد تأتيها وهي في الطريق.....فيروحون يخافون..يقولون
سامي: شو السبب أنو الشيطان ما يحضر إذا كانت المرأة فيها الدورة..
داود: هو عبارة عن تلاعب، تلاعب ...يعني الشيء المخيف كله هو أن الشيطان يعطيك حاجات ما يتوقعها منك الناس..يقولون أنك تعلم الغيب..وهذا الشيء خطير جدا في قصة السحرة والمشعوذين.....
والجمبية عندما أريد أطعن بها ، بعدما خلاص القرد الشيطان تثبت فوق علي-فوق صدري-
سامي: كيف يجيك....
داود: أشوفه، عنده أيدي وأرجل يمسكني من هنا-تحت الإبطين- ويمسكني من تحت، شكله عبارة عن درع وقائي..صورته زي حيوان، ما أشعر بجسمه بس أشوفه، يكون مغطي محل الضرب بالجمبية بالكامل.
أشيل الجمبية بأيدي الثنتين وأضرب بها زي كده-
أدخلها في ظهر الدرع...في القرد نفسه....الناس يتخيلون أنها تدخل في بطني داخل كرشي..وأتركها واقفه في بطني كأني طرحتها في شيء خشبي..فهو استهراب لأعين الناس يشوفون أنها داخل كرشي، زي ما في قصة موسى والسحرة
قوله تعالى : (( سحروا أعين الناس واسترهبوهم)) الأعراف116
وهكذا يفعل المشعوذين فالمريض إذا كان معه مرافقين أو المريض نفسه، إذا كان يدقق أو حاذق -فأعرف القصة عن طريق الشياطين اللي عندي- فيقولون الرجال لازم تسترهب أكثر، فيكون عنده جمبية أو أحد الحاضرين، فآخذها وأروح مدخلها بجنب الجمبية الأخرى فيشوفون أنها بجسمي وهي في الحقيقة تحت الدرع، وأقوم أحرك الجمبيتين فيحتكوا مع بعضهم فيسمعون لها صوت، فتقولوا ما بتومن بعد هذا يقول لك خلاص، فأقول للرجل هذا اللي بيشك يالله طلعها أنت بيدك-أخرجها- فيشد يشد يشد وهي ما تطلع، قد ينقطع القرن-يد الخنجر- وهي ما تطلع..
سامي: إيش اللي يمسكها ؟
داود: هي ممسوكة أصلا بالشيطان. فيقل لي خلاص أعذرني يا سيدنا و سامحني ، ويخاطبني على أساس أني أسامحه...
ويضيف: لكن هناك جانبا آخر فيه خداع ودجل ولا شيء فيه من السحر، فكيف يتم ذلك، فيقول الساحر التائب داود فرحان، نعم هناك حالات كثيرة لم يصبها السحر رغم محاولاتي لأن المقصودين به كانوا أقوياء الإيمان وقد دخل عليّ أحد الصالحين وأنا أمارس عملي وكنت أطعن بالخنجر في بطني معتمدا على تلبس الشيطان بهذا الجزء، فقال الرجل وهو داخل من الباب «الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم» وسرعان ما تخلت الشياطين عني ونفذت الجنبية إلى بطني وتم إسعافي بالمستشفى وبقيت فيها 3 شهور، والجراحة مازال أثرها في جسدي. " هذه الفقرة مأخوذ من جريدة الوطن "
سامي: طيب أبو رفيع الناس اللي يحضرون عندك لطلب سحر أو لفك سحر، شو الأشياء اللي تحصلهم لما يرون هذه الأشياء المرعبة : التغيرات على وجهك وعلى جسمك، تذكرلنا بعض المواقف خلال حضورهم عندك....
داود: أذكر قصة واحد، جاب مخلف-إمرأة- وهي حامل في الشهر الرابع أو الخامس، وبعدين لما شافتني طلعت الخنجر صاحت وأسقطت، من شدة الخوف لما شافت عيوني احمرت وتورمت..  وأذكر مرة قصة وقعت لنفسي، ضريت نفسي..تدخلت في عمل بدون إذن من الشياطين ...فكان رجل مسحور كان فيه سحر قوي ومحبوس فيه بخدام شياطين، وهذا السحر مكتوب بدم الحيض -نجاسة- فالخدام حقي ما رضوا يعملوا العمل هذا إلا من بعد ما يأخذوا العشوة، يعني رأس من الغنم أشترطوا شروط...آمر صاحب المريض أن يجيبوا ..يعني لازم يشرك لازم يشرك...يذبح لغير الله، أنا أقولوا يذبح  ، ففي هذه المرة دخلت في هذا الموضوع وما ذبحت للشياطين، وافق الرجل في البداية على أنه يديني رأس غنم، لما كملت أشتغل ما عاد راضي يجيب رأس الغنم، فرجعوا الشياطين خبطوني أنا .
سامي: كيف خبطوك ؟
داود: يعني سقطت على الأرض، حتى طلع الدم من فمي، زي ما تقول عملية انتقام، انتقموا مني ، وعدة مواقف كنت أتعرضلها بهذه الطريقة .
سامي: يعني اللي فهمته من كلامك أنه ليس بالضرورة الساحر يكون هو اللي يسخر الجن، فهو قد يستعبد..
داود: لالالا ، هو مستعبد هو عبد ، وإنما أمام الناس هو كعصا ، فهو عبد لغير الله ، فإذا ما حصل الشياطين على ما يريدون يخلص ( يقتل)  الساحر..
سامي: طب بالنسبة للخدمات اللي يقدمها لك الشياطين هل كل الأعمال اللي يطلبها منك الناس من سحر وفك سحر يستطيعونها أو فيه شياطين أقوى من الشياطين اللي عندك وبالتالي ما تستطيع.
داود: الحقيقة قد يكون تعاون بين السحرة أنفسهم، قد يتعاون الساحر مع الكاهن، بإشارات قد يفك السحر هذا أو ما يفك مثلا أنا كنت مستخدم شياطين، والساحر الآخر اللي يكتب على الناس ويضرهم يكون عنده شياطين ، يكون فيه تعاون بيني وبينه ، هو يعمل وأنا أبعد ، هذا يربط وهذا يفك ، يعني الكل خارجين عن ملة الإسلام لا يخافون الله ولا شيء، يكون بينهما تعاون على الشر جميعاً.
سامي: أبو رفيع أنت تذكرلي أشياء قد يضن بعض الناس أنها من باب الإحسان، فك سحر تفريج كربة تقديم خدمة، يعني ما يتعلق بالتفريق وإيصال الأذى، هل حصل منك مثل هذه الأشياء.
داود -يتنهد ويتريث للحظات-: إسمع أخي العزيز بارك الله فيك بالنسبة للساحر الكاهن والمشعوذ لا يأتي منه خير، لا يأتي منه أي خير أبدًا، مهما زعمنا أنه يعمل أو يفك السحر وهو مستخدم بشياطين وهو يستنجد بغير الله سبحانه وتعالى ، كنت مع الناس إذا أذاني أحد من الجيران، تقوم الشياطين بالانتقام منه بدون ما أكون أنا شخصيا راضي، ليش ؟ على أساس تثبت للناس أن الرجل هذا قادر يعمل أي شيء ..
سامي: يعني جانبهم غير مأمون..
داود: الشياطين تكرهك عند القريب والبعيد ، تخلي الناس كلها معادية لك ، فتضطر أنك تتمسك بهذه الشياطين على أساس أنها تدافع عنك أو تعمل لك شيء ، وهذا من باب ضعف الإيمان وغياب التقوى، لو تتقي الله سبحانه وتعالى ما تعمل هذا العمل.. وقد تأتي الناس تقول أنت اللي عملت هذا العمل فتقول والله ما عندي خبر ولكن قد حدث ... أذكر مرة واحد تحدى جاء وسط المجلس عندي عشان يفشل الشغل عندي-يعني كان مقيم تحدي- فأول ما دخل من الباب سقط، وبعدين حملوه ليخرجوه فتشنج، وتشنجت أعصابه، الشياطين هي اللي بتشتغل وأنا جالس بالداخل ما أدري، فلما أخذوه للبيت جابوه لعندي، : يا أخي أنا عند الله وعندك ويترجى.؟
سامي: هاذ الرجل ليش اتعرض للأذى تظن في زعمك...؟ هل كل إنسان ممكن يتعرض للأذى..؟ أنا لو جيت مثلا لأحد السحرة وأقول أريد أثبت للناس أن هذا الرجل كذاب..هل يستطيع الشيطان يمسني بأذى ؟
داود: إذا كان فيك تقوى الله، إذا كنت متقي لا يستطيع الشيطان أن يمسك بشيء، أبدًا..لأنك محصن أصلاً بالله سبحانه وتعالى، فلما بيكون عندك سلاح أقوى من السحر اللي هو الإيمان بالله والتمسك بسنة نبيه هذا هو أقوى سلاح..أقوى من النووي والبيولوجي والسحر ما يقربك..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق